Page 105 - web
P. 105

‫مراقبة التنقلات الاستثنائية من قبل عناصر الشرطة المغربية‬                                                 ‫هـذا الصـدد‪ ،‬تـم اعتمـاد العديـد مـن التطبيقـات‬
                                                                                                                   ‫المعلوماتيـة الراميـة إمـا لضبـط وتقنني التحـركات‬
‫‪439‬‬  ‫الأبحاث التقنية والتحريات الميدانية المنجزة في إطار‬    ‫الخـوف والارتيـاب أكرث مـن حقيقـة التهديـد في حـد‬      ‫العرضيـة للأشـخاص في فرتة الطـوارئ الصحيـة‪ ،‬أو‬
     ‫هـذه القضايـا مـن ضبـط ‪ 1669‬مشـت ًبا بـه في السـنة‬     ‫ذاتـه‪ ،‬وهـو مـا نجـم عنـه تسـجيل ضغوطـات نفسـية‬        ‫للتبليـغ عـن بعـد عـن حـالات خـرق الحجـر الصحـي‬
     ‫المنصرمـة‪ ،‬و‪ 1246‬شـخ ًصا في الأشـهر التسـعة مـن‬        ‫عديـدة وحـالات مـن التدافـع والفـوضى لاقتنـاء المـواد‬  ‫المهـدد للسالمة العامـة‪ ،‬وكـذا تطبيقـات التطعيـم‬
     ‫السـنة الجاريـة‪ ،‬والذيـن تمـت إحالتهـم جمي ًعـا‬        ‫الاسـتهلاكية والأدويـة وغيرهـا‪ ،‬خو ًفـا مـن نذرت ًهـا‬  ‫وأخذ جرعات التلقيح‪ ،‬علاوة على تطبيقات أخرى‬
     ‫عىل السـلطات القضائيـة المختصـة بعـد الخضـوع‬           ‫حسـب مـا كانـت تشري إليـه الإشـاعات التـي كثريا مـا‬    ‫لاسـتصدار ومراقبـة جـوازات التلقيـح التـي اعتمدتهـا‬
                                                                                                                   ‫العديـد مـن الـدول كآليـة للتنقـل والسـفر والولـوج‬
                      ‫للأبحـاث التمهيديـة اللازمـة‪.‬‬                         ‫تـم الترويـج لهـا في هـذا الصـدد‪.‬‬
     ‫وفي تحليـل نوعـي للرسـم البيـاني لهـذه المؤشـرات‬       ‫وبلغـة الأرقـام‪ ،‬أوقفـت مصالـح الأمـن الوطنـي‬                         ‫للعديـد مـن الخدمـات اليوميـة‪.‬‬
     ‫الإحصائيـة‪ ،‬يلاحـظ أن جرائـم القـذف والتشـهير‬          ‫(جهـاز الأمـن العـام) بالمملكـة المغربيـة طيلـة فرتة‬   ‫وتيسري الحـق في بلـوغ كل هـذه الخدمـات لـم يكـن‬
     ‫عرب الإنترنـت جـاءت في طليعـة الجرائـم الإلكترونيـة‬    ‫الطـوارئ الصحيـة‪ 158 ،‬شـخ ًصا بعـد الاشـتباه في‬        ‫ممك ًنـا في ظـل عـدم وجـود بنيـة تحتيـة معلوماتيـة‬
     ‫المسـجلة‪ ،‬متبوعـة بقضايـا الابتـزاز الجنيس عرب‬         ‫تورطهم في نشر محتويات وأخبار زائفة على شبكة‬            ‫متطـورة‪ ،‬أو في سـياق مؤسسـاتي وقانـوني لا يواكـب‬
     ‫الإنترنـت التـي اسـتهدفت وحدهـا في سـنة ‪2021‬‬           ‫الإنترنـت ومواقـع التواصـل الاجتماعـي‪ ،‬منهـا أخبـار‬    ‫هـذه الطفـرة المعلوماتيـة والانتقـال الرقمـي‪ .‬فحتـى‬
     ‫أكرث مـن ‪ 392‬ضحيـة مـن بينهـم ‪ 69‬مـن جنسـيات‬           ‫تشكك في وجود جائحة كورونا المستجد‪ ،‬وتحرض‬               ‫صـرف أمـوال الدعـم العمومـي للطبقـات المتضـررة‬
     ‫أجنبيـة‪ ،‬ثـم نجـد كذلـك جرائـم المـس بنظـم المعالجـة‬   ‫النـاس عىل عـدم الامتثـال للتدابري الاحترازيـة‬         ‫مـن تداعيـات الجائحـة الصحيـة كان يحتـاج لتطبيـق‬
     ‫الآليـة للمعطيـات عـن طريـق الدخـول غري المشـروع‬       ‫والوقائيـة التـي اتخذتهـا السـلطات العموميـة‬           ‫إلكرتوني ولبنيـة معلوماتيـة متطـورة‪ ،‬والخـروج في‬
     ‫لبيانـات الأشـخاص والمؤسسـات‪ ،‬وأخر ًيا جرائـم‬          ‫لحمايـة الأمـن الصحـي‪ ،‬ومنهـا أخبـار أخـرى تعمـم‬       ‫زمن الطوارىء الصحية كان يقتضي أي ًضا اسـتصدار‬
     ‫النصب والاحتيال الإلكتروني وتزوير بطائق الائتمان‬       ‫إشـاعات حـول عـدم جديـة وفاعليـة اللقـاح بشـكل‬         ‫تصاريـح ورخـص عـن بعد…إلـخ‪ .‬كل هـذه الموجبـات‬
     ‫التـي تسـتهدف مواقـع التجـارة عىل شـبكة الإنترنـت‪.‬‬                                                            ‫والإكراهـات سـرعت مـن وثرية الانتقـال الرقمـي‪،‬‬
     ‫تأسي ًسـا عىل كل مـا سـبق‪ ،‬يظهـر جل ًيـا بـأن التحـول‬                     ‫يثنـي النـاس عـن التطعيـم‪.‬‬          ‫وفرضـت التفكري مل ًيـا في تسـخير تكنولوجيـا‬
     ‫الرقمـي بقـدر مـا هـو ضـرورة حتميـة لا منـاص منهـا‬     ‫وفي سـياق آخـر‪ ،‬سـجلت مصالـح الأمـن الوطنـي‬            ‫المعلومات لخدمة قضايا الأمن الصحي للمواطنين‪.‬‬
     ‫للحياة المعاصرة‪ ،‬فهو أي ًضا تح ٍد حقيقي بتهديدات‬       ‫بالمغـرب تطـو ًرا ملحو ًظـا في الجريمـة الإلكترونيـة‬   ‫وفي مقابـل ذلـك‪ ،‬أفـرز هـذا الانتقـال السـريع نحـو‬
     ‫متعـددة‪ ،‬يفـرض عىل جميـع الـدول‪ ،‬وأجهـزة‬               ‫خلال فترة الطوارئ الصحية‪ ،‬مقارنة مع مؤشرات‬             ‫العالـم الرقمـي بـروز تغيريات جذريـة في النسـق‬
     ‫إنفـاذ القانـون عىل وجـه الخصـوص‪ ،‬ضمـان الأمـن‬         ‫الجريمـة العاديـة أو الكلاسـيكية التـي تراجعـت‬         ‫الإجرامـي ككل‪ ،‬إن عىل مسـتوى بروفايالت‬
     ‫المعلومـاتي‪ ،‬وزجـر الجريمـة الإلكترونيـة‪ ،‬وتحصني‬       ‫بشـكل كبري بسـبب تقييـدات الحجـر الصحـي‪ .‬فمث ًال‬       ‫المشتبه فيهم والضحايا‪ ،‬أو على مستوى الأساليب‬
                                                            ‫خالل سـنة ‪ ،2020‬عالجـت الشـرطة القضائيـة‬               ‫الإجراميـة المعتمـدة‪ ،‬أو فيمـا يتعلـق بالامتـدادات‬
                          ‫آليـات الدفـاع السـيبراني‪.‬‬        ‫المغربيـة ‪ 5774‬قضيـة تدخـل في إطـار الجرائـم‬           ‫والتقاطعـات الإقليميـة والدوليـة للنشـاط الإجرامـي‬
                                                            ‫الإلكترونيـة‪ ،‬و‪ 4.190‬قضيـة مماثلـة خالل الأشـهر‬        ‫المعلومـاتي‪ ،‬وهـو مـا اسـتدعى تعزيـز وتدعيـم الأمـن‬
                                                            ‫التسـعة المنصرمـة مـن سـنة ‪ .2021‬وقـد مكنـت‬            ‫السـيبراني‪ ،‬لضمـان السـيادة الرقميـة مـن جهـة‪،‬‬
                                                                                                                   ‫ومواجهـة مخاطـر وتهديـدات الجريمـة المعلوماتيـة‬

                                                                                                                                               ‫مـن جهـة ثانيـة‪.‬‬
                                                                                                                   ‫فخالل فرتة الطـوارئ الصحيـة المرتبطـة بالجائحـة‬
                                                                                                                   ‫الصحيـة العالميـة‪ ،‬ظهـرت تهديـدات مسـتجدة‬
                                                                                                                   ‫تنطـوي عىل مخاطـر جديـة ومحدقـة بالأمـن العـام‪،‬‬
                                                                                                                   ‫تمثلـت في الأخبـار الزائفـة التـي يتـم نشـرها بوسـاطة‬
                                                                                                                   ‫الأنظمـة المعلوماتيـة‪ .‬فقـد لاحظـت مصالـح الشـرطة‬
                                                                                                                   ‫والأمـن أن العديـد مـن هـذه الأخبـار والمحتويـات‬
                                                                                                                   ‫الرقميـة المضللـة جعلـت النـاس تحـت تأثري حالـة‬

     ‫‪103‬‬
   100   101   102   103   104   105   106   107   108   109   110